
“أنا لا أعرف لذاتي اسمًا ولا أرضى أن أُعرف باسم واحد” و “هل يدرك الناس يومًا أنّ سجلاتهم ليست سوى كتابة على الماء، وأنّ لا سجلّ يدوم إلا سجلّ الكون الرهيب”
نعيش في هذه الرواية انفعالات وتأملات ورسائل ودروس كتبها ذلك الأرقش الصامت ذو الوجه المشوه بالجدري, الغائب عن عمله فهو خادماً في مطعم سوري في نيويورك.. وُجِدت مذكراته بقاع صندوق، بها يوميات بلا تواريخ ماعدا من ذكر أيام الاسبوع..
قسم الأرقش الناس لقسمين: متكلمون وساكتون، وعبر عن كل منهم فيقول : الكلام مزيج من الصدق والكذب . أما السكوت فصدق لا غش فيه..وكان يصف نفسه بأن له وجه كرقعة من الخشب نخرها السوس ..وهل يكون إنساناً حين يعرف الناس اسمه وعمره ، فهو لا يعرف اسمه ولا أرضه ولكنه يولد من جديد كلما تولدت في رأسه الافكار ..
تمنى الأرقش أن يكون السكوت والتأمل يوماً واحداً في السنة بدل الثرثرة التي وُصِفت بها البشرية ..كما تحدث عن الوطن والانتماء اليه ويرى نفسه أنه ابن العالم الأوسع..
رواية من 132 صفحة متنوعة المواضيع فهي تأملية فلسفية، عميقة، و رمزية في قالب مذكرات ويوميات مؤثرة جميلة السرد ..ميخائيل نعيمه يتخذ من مذكرات الأرقش قناعاً يعبّر به عن تجاربه التي محورها الأساسي هو الحب..مُستنبطة من شخصية الأرقش الصامت والفاقد للذاكرة ..
تجربتي القرائية اكثر من ممتعة مع ميخائيل نعيمه وبالتأكيد ليست الأخيرة .. وماذا عنك وماذا قرأت للكاتب ؟
اقتباسات |