“ما أعجب الأشياء التي نفكر فيها في تلك المساحة بين الحياة والموت”
رواية من الأدب الفلسطيني / عدد الصفحات | 479

انتهيت من قراءة هذه الرواية لكن احداثها بقيت في الذاكرة، مواقف صادمة، مؤلمة، وحشية و محزنة .. اخذت وقتي مع هذه الرواية وشعرت بالألم والوجع لأني كنت متواجدة بداخلها..
رواية عبارة عن سرد تاريخي تتحدث عن أربعة اجيال لعائلة أبو هيجا الفلسطينية من عام 1941 بدأت بالجد “يحى أبو هيجا” وزوجته “باسمة” اللذان يعيشان في قرية “عين حوض” القريبة من “يافا” مع ابنائهم يحفهم الحب والترابط العائلي، دخلهم من القطاف السنوي من المحاصيل الزراعية منها الزيتون، والذي قال عنه الشاعر “مريد البرغوثي” -رحمه الله -“زيت الزيتون بالنسبة للفلسطيني هو هدية المسافر، اطمئنان العروس، مكافأة الخريف، ثروة العائلة عبر القرون، هو الفلاحات في مساء السنة، و غرور الجرار” مرورا بأحداث القضية الفلسطينية كالنكبة والنكسة ومجزرة صبرا وشاتيلا والتهجير إلى مخيمات اللاجئين في جنين مرورا بأحداث آخر حفيدة لهم”آمال ” التي احتلت المساحة الأكبر في سير الرواية وجسدت بها الكاتبة الكثير من المشاعر كالغربة والوجع والقهر والفقد..
“قال لي والدي ذات مرة: “لقد سميناكِ آمال بالألف الممدودة؛ لأن الاسم بالهمزة يعني أملاً واحدًا فقط، أُمنية واحدة. أنتِ أكثر من ذلك بكثير!، وضعنا كل آمالنا فيكَ! آمال، بالألف الممدودة، تعني: الآمال، الأحلام، كثيرًا منها”
رائحة الوطن وذكرياتها جعلت “آمال” تُسابق الخطوات لرؤيتها بعد غربة طويلة لتجد الأطلال في انتظارها اطلال العائلة و الأصدقاء الذين فقُدوا واحدًا تلو الآخر اثر القصف المستمر حتى بعد رجوعها …

الرواية إنسانية تفوح من بين سطورها وجع الكثير من الفلسطينيين المنزوعة أرضهم جبرا وقسرا بها الكثير من المواقف الموجعة والمحزنة قصف مدمر واغتيال الطفولة واصابات تاركة ندوب لا تمحى على أجساد البعض منهم لتكون شاهدة على عمق الاجرام الوحشي الذي تعرضوا له من قوات الاحتلال الإسرائيلي.. كم اشعر بغصة من القهر والغضب لما عاناه هذا الشعب البطل المقاوم لآخر قطرة ..
“الحرب! يالها من كلمة تفجِّر حملًا ثقيلًا من الفزع، حملتُه على ظهري منذ أن كنت في الخامسة “
الكاتبة تجعل القارئ يشاهد الأحداث أمامه بواقعيتها المؤلمة المليئة بالمشاهد التي لا تنسى منها موقف الطفل الفلسطيني الذي خُطِف ليكون يهودياً يحمل سلاحاً يقاتل به أهله وشعبه. كما استطاعت بسردها السلس ولغتها السهلة أن تجعل رائحة ذلك الألم يفوح من بين السطور.. ايضا للحب جانب ينبض بين الألم والدمار هو “حب الوطن“..كما أتقنت الوصف بتفاصيل دقيقة عن الوجع الفلسطيني كونها جزء من الأحداث .. رواية تنتهي ولكن يبقى لها أثر بالذاكرة وتستحق القراءة ..
“الحبُّ هو كينونتنا، ياحبيبي .. حتى في الموت لم يتلاش حبُنا، لأنني أعيش في عروقك”
سوزان أبو الهوى | Susan Abulhawa

كاتبة فلسطينية أمريكية وناشطة في حقوق الإنسان ومؤلفة الرواية الأكثر مبيعا لعام 2010 بينما ينام العالم، ومؤسسة المنظمة غير الحكومية ملاعب من أجل فلسطين، تعيش في ياردلي، بنسلفانيا. ولها اصدار جديد بعنوان الأزرق بين السماء والماء وترجمت لأكثر من 19 لغة. (ويكبيديا) للكاتبة العديد من الاصدارات اخرها رواية بعنوان “الأزرق بين السماء والماء”.

“اللهم النصر للشعب الفلسطيني و النصر لأرض فلسطين
اللهم بلغنا الصلاة في المسجد الأقصى في العاجل القريب يارب العالمين