“في المسافات ينقسم البشر أنواعاً، هناك من تغذيه المسافة وتشحن عواطفه فترفرف روحه بالأنس المأمول، وهناك من يداريها بالغفلة عمداً لدرء كآبة خرساء وانقباض ثائر”
مسائكم سعيد يا اصدقاء مراجعتي لكتاب كُتِبَتْ للكاتبة رؤى عبيد والكاتبة سما من 831 صفحة من الدار العربية ملهمون وما يميز هذا الكتاب فكرته التي عجبتني جداً وهو عبارة عن رسائل متسلسلة مشتركة بين الكاتبتين بقلمين مختلفين ابدعوا في توظيف الكلمات وربطها بالمشاعر الإنسانية المؤثرة بعد رسم شخوصهما وهذه ماهي إلا نتاج تجربة وتحدي لتطوير مهارة الكتابة الأدبية واللغوية و اندماج وتوافق ابداعي وفكري لدى الكاتبتين.
نعيش لحظات مختلطة من الفرح والحزن والألم والغضب بين “ثمر” و زوجها “أديب” بعمق حبهم وكبريائهم، عنادهم وتقلب مشاعرهم، نعيش انفصالهم وتخبط علاقتهم الذي يجعلنا ننفعل ونتأثر بقراراتهم بين تعاطف وغضب كأديب وصمته المختلف وهروبه المزعج مع عزلته وقت الأزمات وغيرته المدمرة لكل ماهو جميل فالعلاقة بينهم تارة تكون كجمال البحر في هدوئه ولونه وتارة مؤلمة، مدمرة كهيجانه وغضبه.
كُتِبَتْ احداثه رومنسيه اجتماعية يشمل العديد من المواضيع بجانب الحب كالعلاقات الأسرية العائلية والقيم الانسانية في التعامل والتعاون والاحترام و الصداقة الجميلة.. به الكثير من المواقف قد نكون مررنا بها و نُحتت في ذاكرتنا فخُطت على ورق لتلامس شغاف قلوبنا.
أحببت مشاركة الكاتبتين تجربتهم من بدايتها لآخر صفحة مما جعلني اشعر بشفافية وصدق هذه التجربة خاصة عند توضيحهم لبعض مسار الاحداث .
أحببت ايضا رسمة الغلاف جداً وكذلك العنوان المميز والجاذب كما احببت تسلسل الرسائل التي سردت باسلوب لغوي ومفردات جميلة .. وجدت بعض من الوصف و بعض من الاحداث احتلت مساحة من الاسهاب مما اشعرني بالملل في اجزاء الكتاب و تمنيت لو كانت عدد الصفحات أقل..إلا إنها كانت تجربة قرائية وتحدي جميل وبفكرة جديدة مميزة فهي لم تكن رواية أو أدب رسائل هي تجربة تجمع كل ماسبق .
اقتباسات مختارة 👇👇
قارئة محبة للكتب .. هنا أضع مراجعاتي لكتب قرأتها و تعبر عن وجهة نظري الشخصية فما يعجبني قد لا يعجبك، فهي وجهات من منظور شخصي لكل منا..
