
كتاب رائع جميل مفيد ثرى بالمعلومات وهو اضاءات عن حياة وشخصية غازي القصيبي – رحمه الله – من تعليمه ودراسته حتى حصوله على الدكتوراه وهو سيرة ذاتية عن خبراته الإدارية اثناء ترأسه للكثير من المناصب التي شغلها منها مناصب دبلوماسية ووزارية التي تحدث عنها بإسلوب سردي سهل فسلط الضوء عن حياته الوزارية وبعض من المواقف التي دارت خلف كواليس المكاتب من قصص انسانية وقصص للفائدة و محاولات اغتيال الشخصية، والمرونة الفكرية..
من اصعب المناصب التي ترأسها القصيبي هو “عمادة كلية التجارة ” أما أسعدها عندما كان “سفيرا لمملكة البحرين” وستعرفون الاسباب عند قراءتكم لهذا الكتاب القيم والاكثر من رائع..
لا يمكن أن يكون القائدالإداري فعالاً إذا ظلت منجزاته طي الكتمان
امتاز القصيبي بحب الخير والعمل الانساني وان الانسان هو كيان ويجب ان توفر له المميزات الوظيفية التي تجعله يبدع في مجال عمله واحببت فيه هذا الجانب فيقول “الحنو الانساني لا يشتري بالنقود” وكان لا يؤمن بالحلول العاجلة ويركز في نجاحه. على التخطيط الهادئ والتنفيذ الصحيح .
إنني أعتقد أن الذين لا يستطيعون التقيد بالمواعيد لا يستطيعون تنظيم حياتهم على نحو يجعلهم منتجين بحدٍ عالٍ من الكفاءة
تحدث عن علاقتة بالإعلام وعلاقته بالمواطن واستراتيجيته الناحجة و المستخدمة في الادارة ومعاناته مع الصحف والتغطيات وعن ظاهرة النجم … فكان القصيبي يتلزم بقاعدة “عامل الناس كما تحب أن يعاملوك”
حبيت اسلوبه في التدريس الاكاديمي حيث يقول (لا يمكن للمادة أن تكون مفيدة مالم تكن مشوقة ولا يمكن أن تكون مشوقة مالم تكن مبسطة ولا يمكن أن تكون مفيدة ومشوقة ومبسطة مالم يبذل المدرس أضعاف الجهد الذي يبذله الطالب) ( إن رسوب أي منهم يعني فشلي في تدريس المادة قبل أن يعني فشله في استيعابها ) .
تطرق لموضوع الصداقة الحقيقية وهل يختلف الصديق الحقيقي عن العادي؟ اذا يقول في وصف جميل و ممتع عن الصديق “هو الانسان الذي تستطيع أن تكل إليه، و أنت على فراش الموت، رعاية أولادك وتموت و أنت مطمئن البال“.
الكتاب موجه لفئتين من القراء أبناء الجيل الصاعد والإداريين الشباب في القطاعين العام والخاص كتب بإسلوب أدبي مميز ويخلو من العناوين الرئيسية والفرعية الا انه ممتع ومفيد و مرجع مميز لكل اداري مبتدى باحث عن التجارب والمعرفة فترك فيه القصيبي بصمة مضيئة لامعة لا تنسى من تجاربه وخبراته وحكمته والكثير من الدروس و النصائح الذي يستفاد منها .. كتاب يستحق القراءة وانصح بقراءته.

نبذة مبسطة عن غازي القصيبي| شاعر و أديب ودبلوماسي ووزير سعودي ولد عام 1940 وتوفي بسرطان المعدة عام 2010 عن عمر يناهز (70)، درس الحقوق في القاهرة، ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا و دكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة لندن.
مناصب تقلدها ابرزها|وزير الصناعة والكهرباء 1976 – وزير الصحة 1982 – سفير البحرين 1984 – سفير بريطانيا 1992 – وزير المياه والكهرباء 2003 – وزير العمل 2005
غازي القصيبي والشعر | برز القصيبي في الشعر، فأصبح من كبار الشعراء المعاصرين في الوطن العربي واخر قصيدة كتبها -الله يرحمه -كانت بعنوان “حديقة الغروب” وتقول كلماتها |
خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
قلبي العناءَ!… ولكن تلك أقداري