
“الاعتداء الجنسي” أو “زنا المحارم ”من أخطر القضايا الإجتماعية في كل الأديان وهو من اقدم الخطايا البشرية التي وقعت ولاتزال تقع في عصرنا الحاضر انه مرض اجتماعي ينشأ في بيئة أسرية متفككة وثقافات متدنية وشهوات وضيعة وأنفس حقيرة وكتابنا يروي قصة واقعية مؤثرة نفسيا أحداثها صادمة تسردها الكاتبة “توني ماغواير” أو “انطوانيت “ إنها سيرة ذاتية عن مرحلة صعبة من حياتها فمن يقرأ هذة الرواية ستنتابه مشاعر كبيرة من الغضب والإشمئزاز والقهر كما أصابني..
“لا تخبري ماما.. هذا سرنا! كانت أبشع كلمة يقولها الأب بعد الإعتداء على ابنته ليخيف بها طفلة صغيرة لم تجد من يحتويها ويستمع لها فألتزمت الصمت لفترة طويلة حتي حانت اللحظة لكشف هذه الحقيقة … واصبحت بعدها هي المدانة ..
نحن أمام قضية مهمة جداً وهي “الإعتداء الجنسي“ الذي تعرضت له الكاتبة في سن السادسة وإلي الثالثة عشر من عمرها والجاني للأسف الوالدين “الأب” القاتل لمشاعر ابنته وطفلته الصغيرة والموجع المؤلم هنا معرفة الأم بهذا الأمر والتزامها الصمت وعدم اتخاذ أي إجراء يأخذنا لمنحنى آخر قد يغير حال الضحية وابنتهم المعذبة التي فقدت معنى الأمان مع أب جردها من كل مشاعر الطفولة وزرع بداخلها الالم والوجع والخوف.. فهي رواية من أرض الواقع اتمنى من يقرأها لا يبحث عن معايير التقييم بدقة لان هذه معاناة سُطرت بألم تسردها الكاتبة عن طفولتها البائسة فلينظر لها أنها قضية مجتمع قد تحصل بأي وقت .. لقد عشت دقات قلب هذه الطفلة خوفها المها هروبها حتى لحظة انتحارها وبحثها عن والدتها لتتجرع منها الحنان المفقود، إنها مشاعر قاتلة في كل سطر في كل صفحه من هذه القصة وقد اوصلت الكاتبة رسالتها بكل ألم وبكل شجاعة وقوة وجرأة ولا اخفيكم بأني قرأت هذه الرواية مرتين المرة الأولي لم استطع أن اكتب أي مراجعة لها من كمية المشاعر السلبية المؤلمة التي انتقلت لي والحزن على طفولة اغتصبت جبراً ..أكثر ما ألمني موقف الأم خاصة عندما باعت ابنتها مقابل أن تستقبل زوجها بعد خروجه من السجن موقف مؤلم من هذه الأم التي اهتمت بغرائزها ناحية الأب وتجاهلت ابنتها تماما.

اتمنى ان تكون هذه القصة كمثابة رسالة توعية وتوجيه للوالدين لملاحظة أي تصرف يظهر على ابنائهم من خوف وانطواء وتردد وهذا ماكانت تريد ان توصله الكاتبة عن ضحايا الاطفال .
الترجمة لمحمد التهامي جيدة والسرد ايضا هذه القصة قراءتها سريعة تنتهي بجلسة ولكن ما تتركه من أثر يصعب وصفه وكتابته بعمق.
ملاحظة | استغربت من بعض القراء في تعليقهم عن هذه القصة بأنها مقرفة وفاشلة !!! فإذا هي فاشلة كيف نمحيها من المجتمع اذا؟؟ التثقيف مهم جدا في هذه الأمور حتى بدأت الكثير من الجهات المعنية بعمل دورات تثقيفية توعوية للاطفال الصغار لحماية انفسهن سواء من التحرش او الاعتداء..
يصنف هذا الكتاب ايضا تحت السيرة الذاتية لانها سيرة حقيقية للكاتبة توني مغواير لاحداث حصلت في طفولتها، هذه الرواية لها جزء ثاني بعنوان تركوا بابا يعود
التصنيف | رواية حقيقية عدد الصفحات| 287 اصدار | المركز الثقافي العربي