أأنت الذي رأى كل شيء؟ نعم أنا الذي رأيت وسأرى كل شيء..

جلجامش والراقصة وهي من 336 صفحة من منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف تبدأ أحداثها باستحضار شخصية اسطورية وتاريخية وهي جلجامش ملك أوروك العظيم القادم من العصور السابقة منذ ستة آلاف عام قبل الميلاد والذي لم يبتلع عشبة الخلود ولكنه في هذه الأحداث ابتلع عشبة الخلود وخذل حبيبته عشتار ورفض طلبها للزواج مما جعلها تبتعد فيبدأ بالبحث عنها متنقلاً من مكان لآخر لطلب الصفح والعفو منها..
تبدأ الرواية بشخصية جلجامش التي عبرت عنه بالكثير من الأمور الحياتية والمجتمعية وكان رمزاً للخلود فشخصيته تستمر معنا في أحداث الرواية لنهايتها وهنا نجد ربط مابين الماضي والحاضر بتآلف وتناغم جميل واستدعاء لشخصيات من الماضي التليد لاسقاطها على واقعنا الحالي واقع الانسان بصفة عامة الذي يعتبر السبب في كل ما يحدث على وجه الكون منذ قابيل وهابيل و سيدنا آدم كما تتضمن الأحداث عدة جوانب حياتية وكونية ومصيرية عن الحروب المدمرة والقاتلة الذي تسبب بها العنصر البشري الذي اعتبر أداة للحرب والجريمة والسلطة الظالمة والمسيطرة كما تتحدث عن مصير الانسان بقمعه وسلب حريته إلا أن ما يبقى من الانسان سوى أعماله الصالحة والخالدة وبالمقابل يوجد جانب آخر اثرت ربيعة جلطي وجوده بين الصفحات وهو ذلك الحب والصداقة.
رواية سردية أبدعت الكاتبة بفكرتها واستخدامها للكثير من الرموز مع استخدام اللغة الفصحى واللغة الدارجة في بعض الحوارات يفضل قراءتها بتأني.
أستاذة الأدب المعاصر بالجامعة المركزية في الجزائر العاصمة. كاتبة ومترجمة، ولها العديد من المجموعات الشعرية. تعتبر من أهم الشاعرات الجزائريات. ولها العديد من الدواوين الشعرية والروايات.