لا إمام سوى العقل – حبيب عبدالرب سروري

التصنيف: 3 من أصل 5.

ما أحوجنا، نحن أحفاد من قال قبل ألف عام: ” لا إمام سوى العقل”، إلى أن يخرج هذا الدماغ أخيراً من قمقمه وأن يترجَّل!

لا إمام سوى العقل مقالات فكرية تتكون من سبعة محاور اساسية وهي (الإنسان، الدين، التعليم، اللغة والإنترنت، قراءات، الربيع العربي ثم العلمانية) وبداخل هذه المحاور الكثير من الفصول التي تأخدنا لأبعاد متعددة وشائكة ينتهي كل فصل بأسئلة جدلية . ويتضح مدى تأثير الكاتب بأبو العلاء المعري، الشاعر الضرير والفيلسوف والمفكر الذي انبثق عنوان كتابنا هذا من قصيدة لأبو العلاء كما نوه الكاتب أن عِلم وكُتب أبو العلاء المعري عانت من تعتيم في العشرة قرون الماضية أي في قرون الانحطاط وقد وصفه أنه مفتاح عصر العقل والحداثة .وهذا ما سيمر عليه قارئ هذا الكتاب ..

“أعطني تعليماً عقلانياً أعطك شعباً يقود الحضارة!”

النقاش في موضوع العقل والنقل نقاش قديم بدأ في القرن الثاني من بعد الهجرة عندما بدأ المسلمون في جمع الأحاديث النبوية ‏علماً إن مضمون هذه الأحاديث قد سار عليه التابعين ومن تبعهم بعد ذلك حتى بدأ جمع الأحاديث النبوية .‏وفي ذلك الوقت توقف الفكر العربي أو الإسلامي بالأحرى عن الاستنباط واستمر النقل ‏وهذا ما عطّل الفكر خلال الألف عام الماضية وبقينا نجتر ما وصل إليه الأولون في جميع مناحي الحياة‏ ..وخلال فترة القرن الماضي وحتى أيامنا هذه سعت جميع الجهات العلمية لترسيخ قاعدة النقل لدى طلابها فكان المنع بطريقة سلبية من استخدام عقولهم في استنباط المعارف ‏ومعرفة الأصول و قد أكد الكاتب على أننا بحاجة لمن ينتزعنا من باب النقل إلى عظمة استخدام العقل..

الخلط بين الدين والعلم هو مشكلتنا الكبرى وسبب تخلفنا

أفكار الكاتب كثيرة و جريئة كفصل الدين عن الدولة والتعليم وقد وصف حياة بلاد العرب بـ “مخضرية لأن كل مجالات حياتنا السياسية والدينية والمالية تختلط معاً في “مُخضّرية” قومية من المحيط إلى الخليج و أن هذا الخلط هو تخلف البلدان العربية، كما يطالب بالقراءة النقدية و التحليل العلمي والتمحيص عن أية مسلمة يلزم الإيمان بها بشكل مسبق مع حرية البحث والتفكير .. كما ذكر لنا في صفحات كتابه ستُّ فجائع وثلاث مقترحات توضح للقارئ أن اللغة العربية في العصر الرقمي عملاق من قش..

اعتمد العامة والغالبية على النقل من الثروات القديمة في الأدب والعلم والدين وغيره ونحن هنا خاصة اعتمدنا كثيراً على النقل من مخلفات الدين في أساليب الحياة وسبل المعيشة علماً أن ديننا الإسلامي الحنيف يشجع على الابتكار والنقاش والدراسة وهو دين يمتلك جميع عناصر التجديد التي تخص الزمان والمكان ولكن هذا التجديد لا يكون إلا بأشخاص فهموا الدين وفهموا الحياة ونحن ايضا فهمنا الدين ولكن بعيداً عن الحياة وفهمنا الحياة ولكن بعيدا عن الدين ونحتاج لهذا الزمن لفهم جديد يجعل الدين أسلوب حياة مثلما عاش أجدادنا الأولين تحت مظلة الدين واستمتعوا بالحياة وأبدعوا في العلم والأدب وكانوا المبدعين في العالم كله لاجتماع الدين مع سبل الحياة وعندما فُرق بينهم اصبح الدين ضعيف وأصبح الإنتاج العلمي اضعف مما كان عليه في أسوأ أيامنا في الماضي السحيق نأمل و نتمنى أن نجد من ينقذ هذا الدين بتاريخ جديد يدخل عليه العلم والأدب ويستنبط العلوم من آيات القرآن الكريم نحن في كل يوم نسمع بمعجزة ذكرها القرآن ولكن لم تُكتشف إلا في عصرنا الحاضر بعد أن وضعت مقاييسها على اختراع أوروبي أو فهم امريكي أو شي من ذاك القبيل ابحثوا عن أصول العلم بين آيات القرآن الكريم و أحاديث النبوة وما ورد عن سلفنا الصالح خلال أربعة عشر قرناً من الزمن..

كاتبنا تجرأ في بعض آراءه على ما هو معلوم لدينا بالفطرة في ديننا الحنيف وحتى في جميع الأديان السماوية الأخرى فالمسلمات بالخوارق الإلهية أمر يجب أن لا يغيب عن أذهاننا هذه الامور نفذت بأمر الله عزوجل وليست بقدراتنا نحن كبشر.

لغة الكاتب واضحة لا تعقيد فيها برغم إنه كتاب مربك نوعاً ما ايضاً به بعض من التكرار ..اتفق مع الكاتب في ما ذُكر في بعض المحاور إلا فيما اقترن بالدين والقرآن وطريقة سرد القصص القرآنية لم تناسبني بتاتاً..

واختم بهذا الاقتباس لأبو العلاء المعري من رواية الغفران التي ذُكر مرتين في محاور هذا الكتاب||

اثنانُ أهل الأرضِ: ذو عقلٍ بلا دين، و آخرُ ديِّنٌ لا عقل له

| حبيب عبدالرب سروري | HABIB ABDURAB SARORI

روائي وكاتب ينشر بانتظام في المجلات والصحف العربية” الحياة، القدس العربي، الدوحة الثقافية، الوطن المغربية، منبر ابن رشد، صحف يمنية بروفيسور جامعي في علوم الكمبيوتر بقسم هندسة الرياضيات التطبيقية من كلية العلوم التطبيقية، روان ، فرنسا) يشرف على مشاريع فرق أبحاث جامعية دولية مشتركة، وعلى كثير من ابحاث الدكتوراه.

اصداراته|

الصوره من الموقع الالكتروني للكاتب

ABEER
ABEER

قارئة محبة للكتب .. هنا ‏⁧أضع مراجعاتي لكتب قرأتها و تعبر عن وجهة نظري الشخصية فما يعجبني قد لا يعجبك، فهي وجهات من منظور شخصي لكل منا..

اترك رد