“أخطر مافي التاريخ هو عجزنا عن إعادة كتابته، رغم قدرتنا على إعادة قراءته أكثر من مرة، وبطرق مختلفة ومتنوعة”

يلتقط القارئ أحداث الروية من امريكا، المغرب و موسكو فنجد بين ثنايا هذا العمل ملفات متعددة ، نجد قصة داخل قصة بحبكة رائعة تسير وفق مسارين مختلفين وانتقالات زمنية ومكانية مترابطة فالكاتب عبقري في تجميع أحداثها وتأتي الرواية مجتمعة في رواية “أحجية مغربية” المليئة بالأسرار إذ يُحاول كل من الباحث رشيد بناصر الذي اتخذ أحجية مغربية اطروحة للدكتوراة وكريستين ماكميلان الكاتبة الأمريكية التي تبحث عن معلومات تساعدها في البحث عن والدها بفك لغز هذه الرواية واكتشاف أسرارها وما تحمله من مفاجأت مابين سطورها.وصولا لزهير الذي وجد نفسه في أحد السجون الروسية.
يوظف الكاتب معلوماته الثقافية والأدبية بين الأحداث جاعلاً عناوين فُصول روايته اسماء لكتب ذات قيمة أدبية بجانب اقتباسات مختارة تناسب المحتوى وبين فصل وآخر بعض من اعلانات الجرايد، رسائل الكترونية مقالات وأبحاث..ايضا عناوين كتب عالمية بين أحداث الرواية.
كما يسلط الضوء على أحداث عانى منها المجتمع المغربي كالجوع والظلم ، الحقد وقضايا مهمة كقضية الاغتصاب خصوصاً القاصرات منهم و كارثة زيوت المائدة المسمومة التي راح ضحيتها الآلاف, كما تطرق لموضوع البطالة التي كانت سبباً للهجرة وتحمل والاغتراب والبحث عن حياة تشهرهم بانسانيتهم والكثير من القضايا المؤثرة بجانب أحداث تاريخية ومعلومات طبية.
رواية جميلة فالكاتب بذل مجهود واضح في تجميع أحداثها بخيال واسع ممزوج بالواقعية و بشكل مشوق ولغة جميلة سردها في 20 فصلاً أما عن الصدف جاء بعضها مقنع لحد ما أما النهاية كانت مفتوحة برغم عدم تفضيلي لهذه النهايات إلا أنها هنا لها وضع مختلف.واستغربت من وجود عبدالمجيد سباطة بداخل الأحداث!!..في البداية وجدت بعض التشتت وما أن تقدمت في سير الأحداث حتى اتضحت لي معالم الرواية وتقنياتهاالجميلة.
🔺 رشحت الرواية لجائزة الرواية العربية (البوكر 2021).

كاتب مغربي من مواليد الرباط 1989. حصل على ماجستير في الهندسة المدنية من جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة. نشرت له مقالات وترجمات تناقش عددا من المواضيع الأدبية والثقافية والتاريخية بمواقع وصحف ومجلات مغربية وعربية. صدر له “خلف جدار العشق” (2015)، “ساعة الصفر 00:00″ (2017) التي فازت بجائزة المغرب للكتاب سنة 2018، و”الملف 42” (2020). كما نشر ترجمتين لروايتين للكاتب الفرنسي ميشيل بوسي.