مراجعة رواية دفاتر الورّاق – جلال برجس

التصنيف: 3 من أصل 5.

عَلَيْنَا الصَّمْت إذَا مَا اخْتَلَطَ الْوَهْم بِالْحَقِيقَة

المكان | الأردن (مادبا ) / موسكو الزمان | 1947 – 2019

 دفاتر الورّاق رواية من سبعة فصول عبارة عن دفاتر في كل دفتر حكاية منسوجة من الواقع الإنساني في المجتمع الأردني بل المجتمع العربي كَكُلّ هنا أجزمت فعلاً أن موضوع الكِتَابَة ليس بالأمر السهل خاصة عندما تحتل السطور الكثير من قضايا المجتمع التي تَزَخَّر بها هذه الرواية من الفساد، السلطة والرأس مالية، أثر التكنولوجيا، معاناة الأيتام واللقطاء عديمي النسب و فاقدي الهوية الإنسانية ومواجهتهم للعالم الخارجي القاسي مع الفقر وحياة التشرد، وضع المثقفين، الوطن و العائلة..الكثير من القضايا جُسدت في شخوص دفاتر الورّاق التي جعلتهم في مهب الريح.

تبدأ الرواية بإبراهيم الذي يمتلك كشك صغير لبيع الكتب فهو قارئ لديه مخزون عالي من الثقافة ولكن تتدهور حالته بعد أمر إزالة هذا الكشك ليصبح فجأة بلا دخل فتسوء حالته أكثر ويصبح بلا بيت وبلا عائلة، فيعيش متشرداً كحياة الفيلسوف اليوناني “ديوجين” ويدخل عالمهم المهمش الذي يجبره لتقمص الشخصيات الروائية بكل احترافية لتكون قناع يمارس فيه جرائمه المتكررة ..

يعاني إبراهيم من مرض الفصام بسبب تراكمات داخلية أوجدها والده الذي أورثه أفكاره التي آثرت عليه، وزادها ذلك الوحدة والعزلة القاتلة ، كُتِب له أن يعيش الصراع الإنساني ، الماضي والحاضر ، الحقيقة والوهم ، الخير والشر، الضياع والفقد ..نعيش معاناته مع المرض ورغبته في الانتحار مع ذلك الصوت المسيطر الصادر من بطنه المنتفخ الذي يعكس له الخير ليحوله لأفكار هدامة و مصيرية..

رواية ثقيلة بها الكثير من الثيمات في دفاترها التي تُجسد قضايا واقعية من أرض المجتمع العربي نعيشها ونسمع بها في هذه الحياة منها حكاية ليلى وضياعها قسراً و حكاية ناردا ومذكراتها التي تكتنز بها الكثير من الأسرار المفاجئة فشخوص الرواية تمثل المجتمع ومعاناته .

الرواية رائعة الفكرة مستخدم الكاتب رمز الوطن والعائلة والبيت وهي متعددة الأصوات وبها العديد من المفاجأت، أحببت سير الاحداث والتنقلات مابين الفصول من ماضٍ وحاضر و أحببت ايضاً فواصل “الكوابيس” فهي لم تكن كوابيس بل هي خليط من الخيال والواقع أما مسار التقاء شخوص الرواية رائع جداً ولكن به بعض من المبالغة الغير منطقية كذلك سرقة البنك لم اجد فيها بناء مقنع ، النهاية جاءت صادمة وغير متوقعة ..

استمتعت بهذه الرواية واسقاطها على الواقع وهي أول مصافحة للكاتب جلال برجس الذي أبدع بلغته الرائعة وسرده المشوق الذي يترك لدينا الكثير من الأسئلة..

جلال برجس | Jalal Barjas

شاعر وروائي أردني، فازت روايته دفاتر الوّراق على جائزة البوكر العربية 2021 , ايضا حائز على جائزة كتارا للرواية العربية 2015 عن روايته أفاعي النار/ حكاية العاشق علي بن محمود القصاد، وجائزة رفقة دودين للإبداع 2014 لرواية مقصلة الحالم، وجائزة روكس بن زائد العزيزي  2012 عن المجموعة القصصية الزلزال.

ومن اصدارته أيضا | سيدات الهوس الخمس ووصلت للقائمة الطويلة في البوكر، حكايات المقهى العتيق أما اصداراته الشعرية منها | كأي غصن على شجر، قمر بلا مَنازل.

حساب الكاتب | تويتر

اقتباسات|

النوع الأدبي | رواية عدد الصفحات | 366 دار النشر | المؤسسة العربية للدراسات والنشر

ABEER
ABEER

قارئة محبة للكتب .. هنا ‏⁧أضع مراجعاتي لكتب قرأتها و تعبر عن وجهة نظري الشخصية فما يعجبني قد لا يعجبك، فهي وجهات من منظور شخصي لكل منا..

اترك رد