
يجعلنا الروائي عبدالله البصيّص نخوض أحداث حقبة التسعينات والزمن الحاضر وقسوة الحياة فيها، فتبدأ روايته مع المحقق “ماجد” الذي يفتتح قضية مر عليها واحد وعشرون سنة لنجد أنفسنا بداخل احداثها وماضيها لنعيشها ونتأثر بما كُتب بين سطورها .. رواية بوليسية مشبعة بمواضيع مجتمعية كالصداقة ودائرة السوء والألم في احداثها و شخوصها التي تجرعت الوحدة والظلم وذلك الفقد والشعور بالذنب ..ايضاً بها نموذج للكثير من المراهقين التي عصفت بهم أمواج الحياة و شكلت شخصياتهم من خير أو شر، نعيش حياتهم وبراءتهم وتصديقهم للأمور حسب رؤية ضيقة قد تكون قاضية عليهم لنشعر بالحزن والتعاطف معهم ..
يثبت لنا عبدالله البصيّص تمكّن قلمه من الرقص على إيقاع الكلمات والحروف والمعاني في رواياته التي تدخل في عمق النفس البشرية لتبقى في الذاكرة.. كما رشحت الرواية ضمن الجائزة العربية .
“إن العينين لا تكذبان لأنهما متصلتان بالروح، والروح طاهرة مهما كانت حالة الإنسان، هي مثل زجاجة السَّراج، تغبّش إذا لم نمسحها بالأعمال الطيبة وتبقى بذاتها نقية”
رواية عميقة ومدهشة هي عمل أدبي مميز، سردت باسلوب مشوق وتسلسل جميل وحبكة متقنة بلغة فصحى تشد القارئ من جمالها و بالنسبة لي يكفي اسمه لاقتناء اي اصدار له، كمارواية قاف قاتل سين رشحت ضمن القائمة الطويلة لـ جائزة البوكر للرواية العربية لعام 2021.
قرأت ايضاً للكاتب رواية ذكريات ضالة و طعم الذئب وجميعها تستحق القراءة .
عدد الصفحات | 426 الناشر | روايات