
بعد قراءتي لرواية ذكريات ضالة للكاتب عبدالله البصيص تحمست اكثر لثقتي في قلمه المتميز ولغته المتفردة فوقع اختياري لرواية طعم الذئب فبيئة العمل هنا مختلفة كلياً عن ذكريات ضالة فالقارئ يعيش كأنه بداخل البيئة الصحراوية..
تدور أحداث الرواية مع “ذيبان” ذلك الشاب الهاديء المحب للخير يتملكه الجبن في اغلب المواقف بل كل المواقف، ضعيف الشخصية و رغم ذلك تُلطخ يداه بالدماء رغماً عنه!! بعد أن كان شاعراً مرهفاً ينبض قلبه حباً يجد نفسه منبوذاً و مطروداً من أهل قبيلته فيهرب إلى مصير مجهول .. يتخبط في صحراء أبكته واخافته ..لكن إلى أين؟! لا يعلم!!
رواية جميلة و مشوقة من أولى صفحاتها.. جسد الكاتب شخصية البطل بكل براعة بصراعاته المتعددة، وبحثه عن نفسه المفقودة بداخل خوفه وجبنه وضعفه و التي اصبحت كوصمة عار تحوم حوله ليجد نفسه مع ذئب جائع يلاحقه في ظلام دامس..
استخدم الكاتب اسلوب ووصف متقن للاحداث و للبيئة الصحراوية وقساوتها من عادات وتقاليد متوارثة التي تربط الرجولة بالثأر نعيش في ليل الصحراء القاتل والمخيف وبأصوات وهمسات الذئاب.. هنا شعرت فعلياً بأني أمام ذيبان وسط الصحراء بين كثبانها الرملية ونفوذها واشجارها ونباتاتها.. و أشاهد صراعاته النفسية واستمع لتلك الحوارات عن الحياة والموت في أطار فلسفي ..
تحتوي الرواية في سطورها على رسائل عميقة أما النهاية كانت احداثها سريعة و أحببت رمزية الذئب فهل يكون ذيبان كأشباه الذئاب بقوتها ومخالبها و عوائها المخيف ليعيش .. أم “كالكلاب التي تلوم نفسها إذا اخطاءت وتظل تلوم نفسها حتى ترضى على نفسها الذل.
🔺فازت الرواية بجائزة معرض الشارقة الدولي للكتاب 2017 لأفضل رواية عربية