
مراجعتي اليوم لكتاب الأعمال الكاملة للشاعر أمل دنقل، من 342 صفحة من دار الشروق و يحتوي على ستة دواوين وجزء من القصائد المتفرقة في نهايته والتي اضيف البعض منها بعد وفاته لذلك نجد اختلاف في عدد القصائد من طبعة لأخرى للاعمال الكاملة لأمل دنقل ..
يكتب دنقل قصائدة العمودية في بداية حياته متأثراً بأعظم الشعراء مثل البحتري، وابن الرومي والمعري، المتنبي و امرئ القيس ومن أجملها ما كتبه من القصائد العمودية كانت في وفاة عميد الأدب طه حسين” بعنوان “لا أبكيه” ص 334 وهي قصيدة جميلة جداً في معانيها وفاز أيضا بجوائز في قصائده العمودية وهو في سن صغير كما قرأ لشعراء العصر الحديث حتى اصبح يكتب الشعر الحر “الذي يتكون من شطر أو سطر واحد” وهذا لا يعتبر عيبا أو نقصا أو ضعفا في الشاعر ولكنه فتح آفاق جديدة فدنقل مهتم جداً بكل ما يقع بالمجتمع المصري والعربي ويتضامن مع ذلك بأشعاره التي تتضمن الظلم و الرفض لذلك سمي بشاعر الرفض والمعارضه وهذا واضحاً في قصيدته المشهورة والرائعة “لا تصالح” صفحة 253 من ديوان أقوال جديدة في حرب البسوس وهي من اشهر واجمل ما كتب واشتهرت بالقصيدة التي لاتموت ..
ا لا تُصالح
ولو منحوك الذّهب
أترى حين أفقأُ عينيك
ثم أثبّت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟
هي أشياء لا تُشترى..

بين سطور شعره الكثير من الدلالات والرموز الأدبية و التراثية التي تعتبر مذهباً فنياً في الأدب العربي و الغربي في كافة ابعاده المعنوية كقصيدة “ البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” ص 73 وهي من ديوان بنفس العنوان والتي قيلت بعد النكسة فكانت زرقاء اليمامة رمز للحكمة والتنبؤ للخطر التي اشتهرت بها “
ومن أهم القصائد التي كُتبت. ايضًا كانت في “الغرفة رقم 8 “ التي عاصر فيها المرض والموت معاً و أما قصيدة “ الورقة الأخيرة الجنوبي” ص 281 فهي اخر ما كتبه قبيل وفاته .
كل قصيدة كُتبت في مواقف معنيه آثرت على أمل دنقل وعلى محبيه ايضاً قرأت للكاتب سيرته الذاتية بعنوان الجنوبي بقلم زوجته عبله الرويني وهي من كُتب السير الذاتية التي تستحق القراءة ..