الكتاب | الجنوبي الكاتبة | عبلة الرويني عدد الصفحات | 343 الناشر | دار الشروق

عيناك لحظة شروق .. أرشف قهوتي الصباحية ..من بنهما المحروق وأقرأ الطالع
كتاب الجنوبي من السير الجميلة والملهمة والتي تستحق الاطلاع عليها .. للشاعر “أمل دنقل” جميلة وملهمة بعيون واحاسيس ومشاعر زوجته الكاتبة الصحفية والناقدة “عبله الرويني” واختارت “الجنوبي” عنوان لهذا الكتاب لأنه اسم لأهم وأقوى قصائد أمل الذي وصف نفسه فيها وهي آخر قصيدة كتبها قبل وفاته..
ايضا حياته مليئة بكمية احاسيس ومشاعر جميلة صادقة يُغلفها الحب والتفاهم والترابط ..حياة فيها كفاح وصبر وتحمل هي قصة حب مميزة متكاملة الاطراف وحبيت هذا الانسجام التام والتناقض الذي بينهم فأمل فقير لا يملك من الدنيا سوى شِعره و عبله ثرية و مقاييس الجمال بينهما جدًا مختلفة و أمام الحب تختفي كل المعايير ويفوز الحب ،،ياله من حب جميل قد يكون من الصعب على الانسان كتابة مذكرات شخص تقاسم معه كل شي !.
سُمي بإسم أمل لانه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على اجازة العالمية فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه و يعتبر الشعر قوته الحقيقية و سلاحه الوحيد و لقب بشاعر الرفض لأنه كان يرفض الظلم و الهزيمة ونفاق المجتمع و رآه البعض منهم شاعر عصر محدد، ورآه الآخرون شاعرًا لكل العصور.. عُرف القارئ العربي شعره من خلال ديوانه الأول “البكاء بين يدي زرقاء اليمامة” الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 .

الحب في عيون عبله |
تقول عبلة : “كنت امتلك قلبا مستعداً لأن يبيع العالم كله من أجل هذا الشاعر الذي يملك بنطلونا واحدا أسود ممزق كان هذا الثقب الناتج من احتراق سيجارة وكان أمل يحاول دائما مداراته عن عيوني البرجوازية بينما كنت ابحث عنه دائما و أنا اكاد أن اعتذر عن ملابسي الانيقة”
🔺 صفات أمل بحب ومشاعر وعيون عبلة الرويني || في وصفه تقول عبله “يحتاج الامر لقدر كبير من الحب وقدر كبير من الفهم والاستيعاب لطبيعة أمل الصعبة فهو شديد النقاء، شديد العناد، شديد الثأر، شديد الصلابة “..
وصفته ايضا بأنه عاشق للحياة ومع ذلك يشعر بالموت لانه عاش الفقد وهذا ما جعله في مواجهة مع الموت ويقول دائما ” إنني ابن الموت وأن حياته لا بد و أن تنتهي في سن الأربعين” .. “هو لا يهاب احد ولا يخاف من شيء وبسهوله إيلامه ايضا هو شخصية خجوله خاصة إذا احد مدح كتاباته
🔺 رسالة أمل لعبلة | “أحبك مبتسمة وغاضبة، حاضرة وغائبة، راقصة المشية أو هامدة الجسد حتى عندما تقولين لي لا أحبك فإنني أحبك لأنني أعرف أن هذا معناه عكس ما تقصدين تماماً”
🔺 أمل والصداقة | لا يحب التعلق بأي شخص. لذلك يجعل مسافات بينه وبين اصدقائه لتمكنه من الرؤية
🔺 أمل والوضوح ورفضه للتوسط | لا يحب منطقة الوسط ولا المناطق الرمادية و يمحيهم كلهم ويبقى على الأبيض و الاسود
🔺 أمل وطقوسه في الكتابة | يكتب في كل مكان في المقهي، المكتب ، المنزل، علي السرير بين اوراقه المتناثرة و داخل المستشفى. وقضيته دائما هي الحرية ويقول عنها هي المستقبل الذي يعبر عنها بكتاباته ومن طقوسه المهمه لابد من جود السجائر
🔺 الغرفة رقم 8 | عاش أمل وعبلة في الغرفة رقم 8 بعد مرضه ولكن المرض لم يأخذ منه قلمه فكانت هذه الغرفة مولد للعديد من القصائد مثل : ضد من، زهور، لعبة النهاية، الخيول، السرير) واخر قصيدة كتبها كانت الجنوبي الذي يصف فيها نفسه” ..ازعجني موقف اصدقاءة الذين انكشفت اقنعتهم بعد دخوله الغرفة 8 التي كانت احداثها حزينة
استمتعت بالتعرف على أمل بقلم ونظرة زوجته عبلة وطريقة وصفها له .. إنها حقاً سيرة رائعة جداً تستحق القراءة كتبتها عبلة بكل جمال وبكل حب وبكل حزن.
ولد عام 1940 في مدينة قنا صعيد مصر كان والده من علماء الأزهر ويكتب الشعر العمودي و هو الشعر الموزون وهذا ترك أثر في صقل طفولته و شخصيته و قصائده.. و كان يلقب بالشخص الذي لا يعرف الابتسامة لانه عاش طفوله حزينه قاسية تعلم منها الظلم ومعنى اليتم.. توفي عام 1983 .
كاتبة وصحفية وناقدة مصرية، ولدت في القاهرة في 14 أبريل 1953، تزوجت الشاعر المصري الراحل أمل دنقل عام 1979, وعاشت معه حتى وفاته في العام 1983، وكتبت عن دنقل كتابها الأهم “الجنوبي” الذي يحكي سيرة الشاعر الراحل ويعد من أهم ما كُتب عن أمل دنقل…من اصداراتها هنا
قرأت لأمل دنقل كتاب الأعمال الكاملة