
الأيام سيرة عميد الأدب العربي طه حسين وهو اشهر من أن يُعرف, كُتبت عام 1929, وهو في عمر الأربعين.. فقد بصره في عمر صغي.. هو فعلا كفيف ولكنه استطاع أن يصل بإصراره وثقته بنفسه لمراحل متقدمة من التعليم حتى حصل على الدكتوراة وهذا ما آهله للانتقال للعديد من المناصب الوظيفية وكان يسمع مقولة “ أن العلم بحر لا ساحل له و أن العلم لا حد له” وكان يريد أن يصل لاقصى مرحلة في العلم ويشرب من هذا الساحل إلى مالا نهاية حتى يصل للغرق.
الكتاب من ثلاثة أجزاء كل جزء يتحدث عن مرحلة من مراحل حياته و احببت من فصوله الثاني و الثالث عن تعليمه في الازهر وفي الجامعة المصرية ثم سفره لفرنسا وزواجه بسيدة فرنسية كانت داعمه ومشجعه له في مسيرته التعليمية والحياتية ..
طه حسين كان ناقداً فانتقد الكثير في سيرته هذه التي كتبت بكل صدق ووضوح وشفافية إذا هي سيرة كفاح ونضال وشغف وتحدي وثقه وقوة وإرادة وان الاعاقة الشخصية لم تكن عائقا ابدا امام العزيمة والإصرار ..ايضا هوجم لبعض الافكار التي تثير الجدل وهذا ما ستعرفونه اثناء قراءتكم لهذا الكتاب.
أحببت عنوان الكتاب “الأيام” أما الأسلوب فهو سردي مباشر وبسيط استخدم في سرده ضمير الغائب, اللغة جميلة ولأنها سيرة ذاتية فقد دون فيها طه حسين اغلب التفاصيل التي جعلت منها سيرة طويلة مما جعل الملل يسكن بعض أجزاءها ولكنها تستحق القراءة والتعرف على الكثير من حياته وتعتبر هذه السيرة هي افضل ما كتبه.. وهذا الكتاب يعتبر مادة تعليمية في المناهج المصرية..