هروبي إلى الحرية – علي عزت بيغوفيتش

التصنيف: 4 من أصل 5.

Screen Shot 1441-02-20 at 11.51.57 AM

“لو أتيح لي فعلاً الهرب لأعطيت الأولوية للهروب الجسدي قبل هذا الثاني “

“إذا كان الأدب هو هروبي الثقافي إلى الحرية، فإن هروبي العاطفي كان في تلك الرسائل”

الكتاب عبارة عن رسائل صغيرة ومذكرات وخواطر وأفكار جمعها رئيس البوسنه السابق بيغوفيتش وهو من أكبر سياسي البوسنة المسلمين فهي عن الحياة والمصير والناس والكتب المقروءة ومؤلفيها وتفكيرات في الرسائل وكل ما يخطر على بال سجين الذي اعتقل في سجن فوتشا لمدة ألفي يوم من عام 1988-1983 م, وذلك في في عهد الرئيس تيتو..

سمي كتابة بالهروب من الحريه لأنه كتب عن الحريه الفكرية والثقافية والأدبية فهو هروب الروح والفكر حيث كان يدون بعض الملاحظات ثم بدأ في الكتابة في دفتر صغير وكانت أولى محاولاته عام 1984م، تحدث عن معاناة الاحتفاظ بملاحظاته ومذكراته في دفاتره القيمة كيف كان يوزعها عند بعض السجناء من اجل التفتيش الذي تقوم به إدارة السجن وخوفه من ضياع هذه الدفاتر وكان له سجين حمل منه عشرات من الملاحظات في علبة شطرنج إلى خارج السجن وسلمها لأبناءه .. إنها معاناة ولكن من اجل الاحتفاظ برسائل عن الحرية الفكرية التي شملت الكثير من الأمور والقضايا في شتى المجالات.

قسم بيغوفتش هذه المذكرات الى ستة فصول منفصلة إلا أنها متسلسلة حسب التسلسل التاريخي||

الاول عن الحياة والناس والحرية | فكتب في هذا الفصل “معظم الأشياء يبددها الزمن والاستعمال، ولكن بعضها مثل الأغاني الشعبية والتي تنتقل بمرور الزمن من فم لآخر تغتني وتشحذ وتصبح قبل كل ذلك أقصر وأغنى مضموناً” .


والثاني عن الدين والأخلاق| فكتب في هذا الفصل” موت إنسان يساوي بالمقدار نفسه قيمة حياته” أيضاً كتب “ كيف يمكن التمتع بالاحترام الإنساني، من دون شعور بالتكبر في الوقت نفسه؟ الجواب هو في طاعة الله الذي هو مثال الخير والعدالة.
والثالث ملاحظات سياسية والرابع الإسلام بين الشرق والغرب وهنا يدون فيه بعض من الرسائل التي ستكون في كتابة الإسلام بين الشرق والغرب.. والخامس الشيوعية والنازية والسادس ملاحظات عن الإسلام وفي نهاية الكتاب ملحق لرسائل ابناءه التي كانت توصله للسجن .

كتاب رائع مليئ بالمعلومات والملاحظات والرسائل العميقة التي عددها 3660 رسالة يعتبر ايضا كتغريدات مثل تويتر أو رسائل قصيره. الكتاب لا يحتوي على حياة الرئيس البوسني ولا الاحداث التي حصلت له في السجن بل مذكرات وملاحظات منوعة عمل بتجميعها والحفاظ عليها شملت مواضيع وأمور مهمة وعجبني ايضا دقة الرئيس البوسني في تبديل بعض الكلمات السياسية بكلمات أخرى لا أحد يعرفها غيره خوفا من اكتشافها في السجن . .

رسائل رائعة منوعة كتبت بإسلوب بسيط وترجمة رائعة . أحببت مقدمة الكتاب التوضيحية والملحق الأخير وهو رسائل استلمها بيغوفتش في السجن من ابناءة (بكر، ليلى، سابينا) فيها كمية مشاعر إنسانيه وعاطفبه وكيف أن هذه الرسائل مثل ما كتب في مقدمة الكتاب “تجعله انسان ليس حراً وحسب بل انسان اهداه الله كل خيرات الدنيا” و كيف لهذه الكلمات من ابناءه أن تجعله صامداً ساكناً فهي كالاكسجين بالنسبة لأي سجين ..
 
من اصداراته||
الإعلان الاسلامي ( بسببه دخل السجن وحكم عليه ب 14 عام )
الإسلام بين الشرق والغرب .
 

ترجمة| اسماعيل أبو البندورة      عدد الصفحات| 432     الناشر| دار الفكر المعاصر

 

ABEER
ABEER

قارئة محبة للكتب .. هنا ‏⁧أضع مراجعاتي لكتب قرأتها و تعبر عن وجهة نظري الشخصية فما يعجبني قد لا يعجبك، فهي وجهات من منظور شخصي لكل منا..

اترك رد