
أعتبر النقاد ان هذه الرواية من أعظم ما كتب جورج امادو والتي تفرد في فكرتها ورمزيتها فقد كانت مصافحتي ورحلتي القصيرة مع روايته التي انبهرت من فكرته المذهلة.. بطل روايتي هو رجل في الخمسين متقاعد، كان يعيش حياة هادئة و له مكانه في المجمتع مع عائلتة الا انه انتقل لحياة آخرى مختلفة كان يريدها، حياة التسول والتشرد ليكون زعيم للمتسولين والفقراء حتى جاء خبر موته الذي شكل صدمة لعائلته و لأصدقائه المتسولين ليقلب المدينة رأساً على عقب ليكن بذلك له حياتان وميتتان ، و اسمان اما اسم “كينكاس هدير الماء” له حكاية ظريفة تجدونها في احداث الرواية ..
فكيف مات ميتتان؟ ولماذا له اسمان؟ وماهي الحياة التي عاشها ؟ وماهو المغزى من الرواية؟ كل ذلك ستجدونه ضمن احداث هذه الرواية..
“جورج أمادو” يعتبر من أشهر الكتاب البرازيليين فالرواية تقرأ اكثر من مره واتوقع في كل مره يكتشف القارئ شيء ما بداخلها. فهنا لا وجود لحقيقة خارج الحكاية.
بطل الرواية شخص ميت!! اذاً هي رواية رمزية فلسفية وساخرة بها مزيج من الواقعية والحلم من الأدب البرازيلي سُردت في صفحات قليلة إلا انها عميقة المغزى واحببت السخرية في الاحداث والتلاعب بالموت الذي صُور بطريقة مذهلة وكان هو الحدث الرئيسي كذلك الاحداث وترابطها التي كونت منها رواية عبقرية وفلسفية مميزة فقد ظل “كينكاس”باحثاً عن نصفه وعن حياته المتحرره المنفردة بعيدا عن النفاق والتسلط والسيطرة التي جعلته كالطير الهارب من قفصه ليعيش بين المتسولين في ذلك العالم الذي اراده وتفنن في طريقة موته التي صورها.
سلط الكاتب الضوء لمواضيع متعددة منها || الحرية المطلقة التي كان يرغبها “كينكاس “ويريد عيشها بعيدا عن التسلط، التحرر من الموت و قيودة، علاقات المجتمع ، وفاء الأصدقاء، العائلة، السمعة والمكانة الطيبة، فلسفة الموت والفقد والحياة.
احببت وجود الهوامش التعريفية ببعض المصطلحات التي تعتبر غريبة . اما في النهاية يوجد توضيح مفاهيم كثيرة عن الرواية يقدمها شوقي العنزي فهذا التحليل يساعد على كشف حقائق الرواية.
رواية قصيرة قد تنتهي بجلسة لمن يفك رموزها ويحلل فلسفتها، طغى عليها السرد بإسلوب ابداعي اما الوصف رائع ،كذلك الانتقال بين الاحداث بترجمة ممتازة وبالنسبة لي اكثر ما عجبني هي “الفكرة “ فهي ابداعية مبهرة وبرأي ما جعلها رائعة رمزيتها وتفرد فكرتها.. هذه الرواية تُفهم بأكثر من طريقة فكل قارئ تصوره قد يختلف الا انه لا يخرج عن اطار الفكرة وهي الموت. قد يجد بعض من القراء بها قليل من الملل في بعض الاحداث.و عن نفسي حبيت الرواية بكل تفاصيلها.
نبذة عن الكاتب Jorge Amado
جروجي أمادو دي فاليرا أو (خوري أمادو) كاتب وروائي وشاعر، صحفي، سياسي، و محامي ايضاً ومن أهم كُتاب البرازيل ومن أوسعهم شهرة في البرازيل ولد في مدينة “باهيا” في يوم 20 اغسطس عام 1912م، وتوفي في 6 اغسطس عام 2001 م ونشر رمادة في حديقة منزله بعد وفاته بأربعة ايام.
اصداراته الأدبية|
بلاد الكرنفال _ كاكاو _ عَرَق _ جوبيابا _ بحر ميت _ قباطنة الرمال – زوربا البرازيلي – القديس جورجي شفع إيلويس – غرام الجندي- البحارة المسنون – دونا فور وزوجها – دكان المعجزات – المحصول الأحمر – وتعتبر رواية ميتتان لرجل واحد هي اعظم ما كتب والتي اصدرت عام ١٩٦٢ ، وترجمت كتبه إلي ٤٩ لغة في ٥٥ دولة. له ايضا عدة مجموعات شعرية منها «نجمة البحر» ودراسة نقدية مهمة عن الشاعر البرازيلي الرومنسي كاسترو ألفيس المشهور بمناهضته للعبودية، بعنوان «ألف باء كاسترو ألفيس» .. حاز أمادو على جوائز عديدة منها جائزة بابلو نيرودا وجائزة لويس دي كامويس جائزة سينو ديل دوكا.
السر في نجاحه هو تمسكه ببعض الأشكال الاتباعية ممزوجة بالصعلكة وطعم التقاليد العريقة في مسقط رأسه، ولاية باهيا، التي كانت بحواضرها وريفها مسرح كل رواياته، وأناسها أبطاله الدائمين.