ماذا عساني أن اقول في جمال هذا الكتاب وروعته وعظيم مافيه فالكاتبة تتحدث عن الشيخ علي الطنطاوي ولكن ليس كما عرفه الناس وإنما كجدٍ لها تغذت من حنانه وارتوت من ينابيع علمه وحكمته وعاشت في كنفه في بيته.. ..
الكتاب به الكثير من حياة الشيخ الطنطاوي عن عاداته وصفاته وفيه وصف جميل لشخصيته كما ذُكر في الكتاب الذي قسم لتسعة فصول كل فصل يأخذنا بجانب من العدل والحسم،الكمال والتربية، القيم والمواعظ والآداب الاسلامية الاجتماعية والإيثار والتكافل وتكوين الشخصية انه بالمختصر كتاب تربوي توعوي توجيهي يستفيد منه الجميع وجميل جدا للمبتدئين ويستفيد منه الأبهاء والأمهات والمعلمات و ايضا من ابداعات الطنطاوي انه يملك خطاً جميلا ويفضل الكتابة بالثلث مع اتقانه النسخ والفارسي والديواني وهذه المعلومه كنت اجهلها عن الطنطاوي رحمه الله..
انتهى الكتاب بفصل جميل وهو في عالم الكتب وفي رحاب المعرفه واعجبت بوصف الكاتبة لعشق الطنطاوي للقراءة كما ذكره مجاهد ديرانية في مقدمة الكتاب انه يقضى من ٦ لـ ٩ ساعات يوميا في بحور القراءة وعن هذا العشق قالت “ ما رأيت جدي يحب شيئاً حبِّه للكتب، نشأ على ذلك صغيرا وكبر عليه حتى صار بعضاً من طباعه الأصيلة وواحداً من حاجاته الأساسية”. ومن الامور الجميلة ان الطنطاوي كان له فن في استخدام الكتاب فقد علم ابناءه طريقة تناول الكتاب عن الرف بحيث لا يفسد غلافه وفن اخر في تقليب صفحات الكتاب فكان يهتم رحمه الله بحب الكتاب واحترامه .. ايضا يعلمنا فن القراءة للطريقة الصحيحة لقراءة الكتب .. فلن اطيل عليكم واترككم تستمتعون بجمال هذا الكتاب فبرغم سعره البسيط وعدد صفحاته القليلة الا انه عميق جدا لا تقل عن كتب الطنطاوي جمالاً فرحمة الله عليه..
اقتباس|
“ابناؤنا يتعلمون الصدق حين نصدق معهم وصدقنا معهم يدفعهم إلى الثقة بنا والاطمئنان إلينا”
“إن فرص الحياة كفرصة قتل الذبابة تماماً فإ تباطأت أو تلكأت خسرت كثيراً” ص٩٦
نبذة عن الكاتبة| عابدة المؤيد العظم من مواليد عام 1963 دمشق. بكالوريوس لغة عربية من جامعة الملك عبدالعزيز، بكالوريوس شريعة اسلامية ، ماجستير شريعة والتخصص في الفكر الاسلامي، مجموعة من الدورات المختلفة. لها الكثير من الاصدارات.