عندما تجتمع مقومات الكمال في عمل أدبي ليس لنا إلا أن نسترسل في التمتع بالمفردات فعندما يكون الكاتب أحد أعمدة الفقه في القرن العشرين وأكثر علماء عصره إنفتاحاً في فهم مبادئ الدين الإسلامي من غير تزمت ولا إقصاء ستكون قصصه محاكاة للغة والأدب والدين عندما يجتمعون في بوتقة واحدة.
فكتابي اليوم هو أحد مؤلفات الراحل الشيخ علي الطنطاوي عبارة عن 28 قصة أو مقالة اُستخرجت من سجلات المحكمة أو من واقع الحياة الإجتماعية والأخلاقية فهو يسكب من وعائه الموعظة والحكمة ومن العبر الشيء الكثير بإسلوبه البسيط البعيد عن التكلف فقد قال ” جريت فيها على طبعي وأسلوبي وتركت القلم يمضي حيث شاء” ص302.
وقد نُشرت هذه القصص في تلك الحقبة الزمنية وفي أوقات متباعدة ومما لاشك فيه ستكون قد مرت علينا تلك القصص إلا أن الكاتب تميز بسردها بتلك اللغة الخفيفة بمفردات رائعة الجمال وبذلك الإسلوب اللغوي البسيط والسهل لتصل لجميع الفئات فهي قصص مؤثرة تحرك المشاعر بغضب وسخط ومنها بحق وكل مايرجوه الكاتب أن تثير هذه القصص في نفس قارئها عاطفة من عواطف الخير أو فكرة من أفكار الحق .. وقد نوه الكاتب بأنه تردد كثيراً قبل أن يأذن بنشر بعض القصص لان بها مشاهد لا يرغب أن تقع في أيدي المراهقين ولكنه رأى انه أن لم يذكرها فربما يقرؤوها أو يسمعوها في مكان آخر حيث قال ” اذا نحن كتمنا خبره لم نستطع أن نمحو حقيقته وإذا هم لم يقرؤوه في كتاب سمعوه من الناس بآذانهم أو رأوه في الناس بعيونهم” … رحم الله الشيخ علي الطنطاوي .
قصص كثير قرأتها كان لها وقع مؤثر جداً كقصة اليتيمان التي ينغمس الأب بحياة وزوجة جديدة ونسيانه لفلذات كبده في صورة حركت مشاعري بغضب وبنهاية مؤلمة، ولا تقل قصة الأب عن سابقتها من تحريك مشاعر الألم فهي تحكي عن عقوق الأبناء في صور مؤلمة فهي خذلان لتربية ضاعت هباءً.. والكثير من القصص في انتظاركم أيها القراء.
نبذة عن الشيخ علي الطنطاوي| فقيه وأديب وقاض سوري، ويُعتبر من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين.ولد عام 1327 هـ 12 يونيو 1909م وتوفي في جدة عن عمر يناهز (90) من عام 1990م، له العديد من الإصدارات القيمة.(ويكيبيديا)
🔺الكتاب للجميع وجميل للمبتدئين في القراءة لمافيه من رسائل من الحكم والمواعظ
التصنيف | كتب، مقالات عدد الصفحات | 304 دار النشر|دار المنارة